الجمعة، مايو 23، 2008

العناية المركزة



عيون تنظر لللاشيء واصابع صفراء مرتعشة تدفع السجائر بين الشفاة الجافة اقدام بالكاد تحمل من تحلقوا حول الباب وتلك الفتاة الصغيرة فى ثوب زهرى تمنح الاذن بالدخول



تعبر الى الداخل وتشعر بنظرات ثلجية على ظهرك وينقبض صدرك فشبح الموت قد خيم على المكان البارد



تنظر اليها راقدة كوم عظام وصدرها يلهج فى حشرجة وعلى شفتيها ابتسامة عجوز كانت مليحة فى غابر الزمان



رائحة نفاذة تخترق الانف صاعدة الى المخ فتترنح رأسك ، الاقدام تتململ واقفة فلا مقاعد حول الاسرة ولا كلمات الا دوى الدعوات المكتومة فى صدور مغلقة على اسرار واحزان



صفير الجهاز المعلق فوق الفراش سيخ محمى يخترق الاذان والضوء الاخضرقد لمع على منحنى الحياة على الشاشة الصغيرة



الرجل على الفراش المجاور وحيدا يصارع فى ضعف وقد التفت حول صدره الخراطيم التى تحمل السوائل الى جسدة المسجى



طفلة رضيعة اسرعوا بها وهى تختنق ببطء فالهواء قد انقطع عن صدرها الغض وراسها يتلفت فى جزع فلا مفر ولا منقذ يعيدها الى الحياة من قبضة الموت



الراقدة المبتسمة حان الوقت لتغيير كيس البول الممتلء فتنظر الى النافذة بغير رغبة فى انتهاك عريها النظرات



وبعيدا بعيدا يسّود الافق فالليل قد هبط بجناحيه على المدينة فلم تعد السماء بصيرة وعادت الطيور الى اوكارها فوق الشجر

الأربعاء، مايو 14، 2008

عام 2018 ميلادية


جريدة الغروب

مدينة ليماسول / جزيرة قبرص – افاد مراسل الجريدة ان الاجتماع المطول الذى عقد بين الفرقاء المتحاربين فى مصر قد انتهت جلسته الختامية بعد ظهر اليوم السبت الموافق 30 يونيو 2018 ، نهاية مأساوية حيث اشتبك ممثلى اطراف النزاع بالايدى وطارت الاحذية فى الهواء وتم نقل الجرحى الى مستشفى المدينة و من بينهم امرأة فى العقد الرابع وقد طعنت بسكين فى صدرها فى حالة حرجة وطفل فى الخامسة من عمره وقد داسته الاقدام


وكان على رأس جدول اعمال المؤتمر مناقشة اقتراح هدم السد العالى جنوب مدينة اسوان بعد انقطاع مياه الفيضان عن بحيرة ناصر نتيجة مباشرة لبناء السد السودانى عند مدينة وادى مدنى على النيل الازرق وكذلك لضحالة المياه فى البحيرة بعد سنوات طويلة من الاطماء فى قاع البحيرة مما ادى الى توقف توربينات توليد الكهرباء وجفاف مجرى النهر شمال مدينة اسيوط

وكان الوفد الذى يمثل الطائفة الشيعية فى مصر التى تسيطر على شرق الدلتا والذى كان على رأسه الملا خزام قد عرض اقتراح هدم السد العالى مهددا الام رفقة بنت مجلع اسقف كاتدرائية سوهاج ورئيسة الوفد الذى يمثل الاقباط فى الاجتماع بمنع صادرات الصعيد من قصب السكر وسجاد اخميم من عبور المناطق التى يسيطر عليها الشيعة فى الشرق للوصول الى الموانىء الشرقية وعبور قناة السويس فى حالة رفض الاقباط هدم السد العالى الواقع تحت سيطرة الاقباط الذين قد استقدموا مرتزقة من الاحباش المدربين على خوض الحروب المفتوحة للدفاع عن منطقة الصعيد الممتدة من اسوان وحتى اسيوط

ومن الموضوعات التى طرحت للمناقشة فى الاجتماع سبل مواجهة التهديد الفلسطينى شرق قناة السويس ومن المعروف ان الاسرائيلين قد فشلوا فى الدفاع عن ديموجرافية دولة اسرائيل فى مواجهة خصوبة النساء الفلسطينيات التى حسمت المواجهة لصالح الفلسطنيين الذين يكثرون من زيت الزيتون فى وجبات الطعام بالاضافة الى شرب لبن الماعز ، ما ادى الى ذوبان الشعب اليهودى فى بحر السكان العرب الذين استغلوا ضعف الحكومة الامريكية بعد موجة الاعاصير والفيضانات التى ضربت السواحل الشرقية والغربية ووسط الولايات المتحدة فدمرت الاقتصاد القومى الامريكى تماما وقاموا بهدم الجدار العازل واقتحام المستوطنات اليهودية والقبض على عمرى شارون رئيس الوزراء الاسرائيلى بينما كان فى غرفة نومه يقرأ تقريرا طبيا يوصى بفصل اجهزة التنفس الصناعى عن ابوه اريل شارون الذى مازال فى غيبوبته فى المستشفى العام بالقدس ، كما استغل الفلسطينيين تقسيم مصر بين الفرقاء المتحاربين ليسرعوا بالسيطرة على شبة جزيرة سيناء مهددين بعبور قناة السويس الى الغرب ليجدوا مساحات جديدة من الارض للاعداد المتزايدة من الفلسطينيين الذين لايجدوا منفذا للتوسع شرقا بسبب رفض الحكومة الحجازية التى سيطرت على امارات الخليج وشرق الاردن فى مملكة فتية قوية تعتمد على الطاقة النوويه من مفاعلات بنتها لهم الخبرة الايرانية بعد جفاف ابار البترول

ايضا كان على طاولة البحث مناقشة عزلة الاغنياء من الطائفة السنية الذين يسيطرون على شمال وغرب البلاد وبنائهم لسور خرسانى مكهرب يفصل بينهم وبين المناطق الفقيرة فى شرق وجنوب البلاد وهم قد استقدموا فلاحين من نيوزيلاندا واستراليا يعملون فى حقول الكيوى التى يصدرونها الى اوروبا عبر الموانىء التى يسيطرون عليها على البحر المتوسط وكان مدرجا فى اجندة المؤتمر ضرورة نزع الاسلحة التى زود بها السنيون طائراتهم الهليكوبتر التى يراقبون بها الجدار العازل حول المنطقة الشماليةو حقول الكيوى واطلاقهم الصواريخ والرشاشات الثقيلة على المتسللين من الاقباط والشيعة مما دعا السيد ميمى السيوفى رئيس الوفد السنى واجميع اعضاء الوفد المرافق الى اخراج القنابل اليدوية من حقائبهم ووضعها على مائدة المفاوضات الذى وصف بأنه استعراض لقوة الطائفة السنية

ومن المتوقع استمرار حالة التوتر بين الميلشيات المسلحة التابعة للمناطق المقسمة على اثر فشل المؤتمر الاخير فى التوصل الى ارضية مشتركة ومن المرجح عرض المسألة المصرية برمتها على المجلس العالمى بمقره الدائم فى مدينة شنغهاى الصينية فى الشتاء المقبل وذلك بعد تدمير العواصف لمبنى الامم المتحدة بنيويورك



الثلاثاء، مايو 06، 2008

دقيقة سكوت لله





استيقظت من النوم بسبب انقطاع الكهرباء فقد ساد الصمت فجأة فهببت جالسا فى فراشى ودوى فى اذنى صوت كالهسيس هو صوت الصمت الذى يطن فى الاذن جعلنى انتبه الى الكارثة الضوضائية التى تحوطنى من كل جانب فكأنى فى مركز كره وقد صوب الى كل انواع الضجيج من كل الاقطار ولا فكاك ولا هرب الا بالخروج من تلك المدينة المستهترة اللعوب
مدينة القاهرة فى معظم ارجائها لها صوت عدوانى صاخب يدفع للجنون فلا يوجد محل تجارى ولا سيارة ولا حتى بسكلته الا ويصدر عنها ضجة ما من نوع خاص فبالاضافة الى صوت المحركات لكل انواع السيارات والموتوسيكلات يشعر السائقين بالحاجة الملحة الى تشغيل الراديو بصوت عالى لاسباب مختلفة ترجع الى ثقافة كل سائق ، واشعر بالرعب كلما اقتربت منى سيارة يقودها احد الشباب وقد جهزها ب امبليفير واكواليزر وسماعات الباس فتنتقل الذبذبات الى اعضائى واشعر ان قلبى سوف يتوقف وان الصوت يخترق جمجمتى الى الجسم الصنوبرى فى الام الحانية او الجافية لست ادرى من مخيخى فيحولنى الى ثمرة قرع العسل المفرغة التى تضحك فى اعياد الهالوييين
ناعيك عن مواقع بناء العمارات ودق الخوازيق ( فى الارض وليس فى مكان اخر ) ومولدات الطاقة والاوناش ومواتير رفع المياه وازيز الطائرات لو كنت تسكن قريبا من المطار ونباح الكلاب طول الليل حتى مطلع الفجر ومعارك القطط اثناء اللقاء الحميمى او عند اقتتال الذكور وطبعا كله كوم وصوت الناموسة فى اذنك حاجة تانية رهيبة وانا اتوسل الى الناموس ان تشرب من دمى على كيفها بس بلاش ذن
واتكلم مع الناس فلا تستطيع يداى ان تحملا عبء تغطية الاذان ودفع الرزاز الصادر من فم المتكلم فى آن واحد فأختار ان امسح وجهى من الرزاز واترك طبلة اذناى لمصيرها المحتوم وهنا تستطيع ان تدرك السعادة التى يعيش فيها اصحاب الصمم لان عندهم القدرة على ايقاف جهاز السمع عن العمل والتمتع بالنظر دون السمع
ولولا انى اخاف ان تدهسنى السيارات فى الشارع لفعلت مثل الشباب الذين يضعون سماعات الموسيقى فى اذانهم طول الوقت منفصلين عن ذلك الجنون الصوتى
ولانى لا استطيع سماع الحوار الداخلى بينى وبين نفسى و هو الذى يحفظ توازنى العقلى
فيا اهل الدوشة دماغنا وجعنا دقيقة سكوت لله