الخميس، يوليو 29، 2010

العقبة

اقترب الكهل وهو يسير الهوينى على ممشى نادى الضاحية المظلل بالاشجار وكان يحمل حقيبة فى يد وكيس بلاستيكى فى يده الاخرى كما لو كان يحفظ توازنه اثناء سيره
جلس على المقعد الخشبى فى مواجهتى و اعطى ظهره لى وكنت منكبا على كتابى اقرأ قليلا ثم ارفع نظرى عندما اسمع وقع اقدام السائرين امامى اتطلع اليهم ويتطلعوا الى ثم اعود لكتابى
كنت ارى وجهه عندما يلتفت الى اليسار وقد تعلقت بصفحته قطرات العرق وشعرت كما لو كنت قد رأيته من قبل ولكن ذاكرتى لم تسعفنى
الان دار برأسه وهو يبتسم وقال
- الرطوبة اليوم تصل الى تسعين بالمائة
- فعلا؟
- هل تعرف انهم فى روسيا قد اعلنوا حالة الطواريء بسبب الحر ؟
-لا ، ولكن الجو هنا لطيف تحت الاشجار
-نعم
نظرت اليه فى انتظار ان يواصل الحوار ويصل الى هدفه من الكلام معى، مجرد الدردشة او طلب مساعدة ولكنه لم يقل شيئا بل قام وواصل سيره المترنح على الممر
تابعته وقد شعرت بالندم يتسلل الى قلبى ، لماذا عجزت ان ابقيه للتعرف عليه وتبادل الكلام معه فأنا اؤمن ان الصدف ليس لها مكان فى الحياة وان كل شيء مقدر ومدبر وان هذا الرجل قد جاء يحمل رسالة الى وقد فشلت فى اقتحام العقبة التى طالما وقفت حائلا بينى وبين التواصل مع الناس والان منعتنى من تلقى رسالة  قد تحمل بشرى او خبرا من عالم الغيب وتركتنى اعانى ذلك الشوق الابدى لكى امد يدى كما فى لوحة مايكل انجلو لتلمس يد كائن اخر
كانت الدهشة تصدمنى دائما اذا ركبت قطارا او حافلة ورأيت السهولة التى يتعامل بها الناس مع الاخرين من الغرباء ، مباشرة ما ان يجلس شخص بجوار اخر حتى يبدأ بينهما حوار وانا حريص على تجنب الاخرين ولا يفوتنى ابدا اصطحاب جريدة او كتابا فى رحلتى  ذريعة لانشغالى
ولقد عملت مع اشخاص اكثر من خمسة عشر عاما فى نفس المبنى بل فى الحجرات المجاورة لحجرتى دون تبادل كلمة واحدة معهم او حتى معرفة اسماؤهم
وانا اكلم القطط والكلاب والعصافير ولا اشعر بالخجل  فقد ارى قطا فينظر الى وانظر اليه ثم اوجه له كلاما يتبعه مسحة على الظهر يرفع لها ذيله ثم يمسح جسمه فى ساقى  وقد يحط غراب على مائدتى فاقرب له بعض الخبز او السكر فيقفز مقتربا ليأكل بدون خوف ، هززت رأسى ونظرت ابحث عن الرجل الذى ابتعد ولكن ليس كثيرا فاحتشدت وقمت مسرعا خلفه لعلى اقتحم العقبة


الجمعة، يوليو 16، 2010

عزلة


نجح فى غزل شرنقته التي تعزله عن الناس ، نوافذ بيته القديم فى وسط المدينة صار لها الواح زجاجية مزدوجة ثابته يتطلع الى الناس فى الشارع من خلفها ولا تصله اصواتهم ، يراقبهم يمشون كسالى تعلو وجوههم غبرة يتخبطون ويتعثرون يلوحون بايديهم ويتلامسون  ، عندئذ يشعر بالوهن يتسلل الى جسده فيسحب الستار الثقيل لينطفيء الشارع ويستديرالى غرفته المعزولة ليستلقى على كرسيه بجوار المصباح ذو الغلالة الصفراء ثم يغرق فى صفحات كتابه حتى ينام
فى الصباح ، يصدر الصوت الخافت للجهاز  المتصل بباب البيت الحديدي  فيضغط الزر ليدخل النوبي الشيخ ذو الجلباب المقلم والعمامة ناصعة البياض ، عندما ينتهى النوبي من صعود درج السلم يكون هو خلف الباب فى بزته القديمة ورابطة العنق السوداء مستعدا للخروج فى نفس اللحظة ، يهز راسه وبدون كلمات يدخل الشيخ النوبي الوحيد الذى يثق فى انه سيؤدى المطلوب منه من نظافة واعداد طعام فى الموعد المحدد ثم يغادر البيت قبل عودته بعد ان يأخذ مظروف الجنيهات القليلة  الذى يتركه له على الرف اسفل المرآة الكبيرة بجوار الباب
يدلف الى المرآب من الباب الداخلي  ليفتح الباب المؤدى الى الشارع اعلى المنحدر ويقود سيارته الصغيرة  فيتصاعد دخان العادم الابيض من الانبوب الخلفي لينضم الى صفوف السيارات البطيئة فى نهر الشارع ، يرفع زجاج النافذة بالرغم من حرارة الجو حتى لايصل اليه الضجيج
بعد دقائق تصل سيارته بمحاذاة المقهى فى الميدان ينظر الى الجالسين على الموائد التي اصطفت على الرصيف   فلا يرى احد من اصدقاء الماضي ، لقد رحل الاصدقاء من المقهى كما رحلوا من حياته ، كم كانوا يمرحون ويصخبون ، كانوا يسيرون فى نهاية الليل عبر طرقات وسط المدينة الخالية حتى المذبح على مشارف الحى الشعبي فيجلسون الى احدى الموائد لتناول الكباب وسط الزحام ودخان الدهن المحترق المتساقط على جمرات الفحم ، كانت هناك فى تلك الليلة القمرية بعطرها الفواح الذى تسلل اليه بالرغم من رائحة الشواء التى تعبق الهواء ، يهز رأسه ليطرد اشباح الماضى
فى محل عمله يراقب مساعدته خلف القاطع الزجاجى تشير الى احد المرؤوسين يطلب رؤيته فيهز رأسه ملبيا الطلب ، يدخل المرؤوس فيراجع الاوراق التى وضعها امامه ثم يمهرها بتوقيعه ، تردد المرؤوس قليلا ثم قال
- هون على نفسك يا بك لقد مرت شهور
صوب اليه نظرة ارتجف لها المرؤوس وقام على الفور مرتبكا تتعثر خطواته الى الباب الزجاجى نظر فوجده يتبادل الحوار مع مساعدته
اه لو لم يدق الهاتف اللعين فى ذلك اليوم ، اه لوكان الشارع هادئا وخاليا من الناس والسيارات ، كل شيء تحالف ضدى ذلك اليوم
موجة جديدة عاتية من الذكريات تهاجمه ، عندما عبر اليه عطرها فى تلك الليلة القمرية التفت فوجد عيناها تفحصه بل تقرأه بجراءة غير معهودة بينما الرجل الاشيب الذى يجلس اليها مشغول بالكباب والثرثرة
عيناها السوداواتان لهما عمق كبئر بدون قاع تحت حاجبان مزججان وحولهما الظلال الكستنائية بلون شعرها القصير على الطريقة الفرنسية وقد افترقت شفتاها الشهوانيتان لتكشف عن ذلك الفارق الجميل بين اسنانها الامامية ، نظر الى اصدقائه وهتف ضاحكا
- ما احلى الوقوع فى الحب
لكزه صديقه وطلب منه ان يصمت
- الا تعرف الرجل الذى ترافقه ؟
- لا اهتم
- انه سفيرنا فى تلك الدولة الاوروبية
قامت الى دورة المياه فتبعها ووقف حائلا بينها وبين المرور فى الممر الضيق
- من انت ؟ من اى كوكب هبطتى لتأسري روحي ؟
اقتربت منه حتى التصقت به وهمست فى اذنه
-  بعثت فتنة للرجال
- صدقتى
- ولكنى لست حرة واخاف من الرجل فله نفوذ وسلطان
- ستكونين حرة
تبادلا ارقام الهواتف وافترقا
عاد الى اصدقائه فحكى لهم  وبينهم صحافي مجتهد وعده بأن تكون خالصة له
بعد يومين نشرت الصحيفة خبر فى صفحة المجتمع تحت عنوان
" السفير فلان يتناول الطعام  مع ابناء الشعب "
وفى تفاصيل الخبر ابرز الصحافي ان سعادة السفير كان بصحبة احدى السيدات والتي خلبت لب المواطنين بجمالها و نعومتها وان وجودهما فى المطعم الشهير بالحى الشعبي بالقاهرة خير دليل على التحام الحكومة بالشعب
فى نفس يوم نشر الخبر تم استدعاء السفير الى مقر الوزارة وصدرت له الأوامر بأن يقطع علاقته بتلك السيدة
اتصلت به  لتعبر له عن اعجابها بذكائه وسعة حيلته واتفقا على لقاء عاشا بعده فى غرام صادق دام شهورا ثم تزوجا وقنعت بالمكوث فى البيت القديم ثم حملت فزاد حبه لها والتصاقه بها وشرعا فى كتابة قائمة باسماء المولود المنتظر
افاق من الذكريات وانهمك فى عمله حتى انصرف كل المرؤوسين فصرف مساعدته ثم خرج مهرولا لا يلتفت الى رجال الامن على المدخل واستقل سيارته وقد انسدل الغروب على المدينة
يعود مرة اخرى الى مقعده بجوار المصباح ذو الغلالة الصفراء ويفتح الكتاب على نفس الصفحات التى لم تقلب منذ رحيلها ، يراها قادمة وهى تهرول من المطبخ وفى يدها الهاتف يأخذه منها وهو بجوار النافذة التى تحمل ضجة المدينة الى داخل الغرفة فلم يتبين صوت الانفجار المكتوم الصادر من المطبخ
كانت قد اهملت احكام غطاء قدر الضغط لتسرع له بالهاتف وعندما عادت تعمل بجوار الموقد زاد ضغط البخار داخل القدر فطار الغطاء وارتطم برأسها كالقذيفه فسقطت على ارض المطبخ فاقدة الوعى
ناداها فلم ترد عليه ولما ذهب الى المطبخ ووجدها راقدة على الارض والدماء تسيل من جبهتها وتصبغ عيناها وشفتيها اسرع الى الشارع وصرخ فى الناس طالبا النجدة ولكنها كانت قد فارقت الحياة
فى سرادق العزاء وقف يصافح المعزين ثم وقف امامه رجل لم يمد يده ليصافحه فرفع بصره اليه فكان سعادة السفير فى مواجهته يبتسم له ، صرخ فى رعب وانطلق يجرى لا يلوى على شيء
سقطت رأسه على صدره وراح فى النوم وهو جالس على مقعده بجوار المصباح ذو الغلالة الصفراء وفى حجره الكتاب المفتوح على نفس الصفحات منذ شهور فى الغرفة الهادئة المعزولة




الثلاثاء، يوليو 06، 2010

صديقى العزيز



مر بسنوات قد تدفع ذو مشاعر حساسة كالتى لديه الى قتل نفسه ، فلم يكن يتصور يوما ان يعيش فى بيت لا يضم طفليه ولكن اخيرا تحققت اسوأ احلامه ، وعندما دعانى الي فيلته الجديدة البسيطة جدا والجميلة جدا بواجهة مكسوة بحجر الهاشمة الفاخر المنحوت من الكيلو 60 بالقطامية المركب كبس هواء على يد المعلم سيد بندق اشهر معلم هاشمة فى شق التعبان ، دلفت من باب المدخل الارو الماسيف ثم  اخذنى مباشرة الى غرف النوم ذات الابواب الحشو  باللون القرمزى الداكن والخردوات النحاسية الايطالية  واحدة لمريم والاخرى لعمرو  فغلبته دموعه وسقطت على الارض الملساء وتكورت كحبات الزئبق من فرط التوتر ثم اشار الى خزانات الملابس الفارغة التى ينبعث منها رائحة زيوت الخشب الزكية بيد ترتجف فجذبته من كمه وقلت له اين المطبخ دعنا نصنع شايا
فى المطبخ البكر الذى لم تدخله انثى شغل غلاية الماء وعرض على انواع الشاى ايرل جراى بالياسمين او القرنفل عندى كل النكهات نظرت اليه باسما فانا اعرف ان الامر سينتهى بنا الى كيس من شاى ليبتون فى كل كوب ذلك اجمل وكذلك ارخص ، فصديقى الذى عرفته منذ اكثر من عشرين عاما حريص جدا فى انفاق النقود وهو يعترف بذلك فى كل المناسبات بطريقته المرحة المحببة، وحرصه الزائد على النقود له ما يبرره فقد حكى لى انه لم يرث مليما من ابيه سليل البشوات وانه اى ابيه كان ينفق بلا حساب وترك اسرته من بعده تعانى الفقر والضنك خلف ستار من السمعة البراقة الكاذبة التى فاقمت من ازمة الاسرة فكانوا يجوعون اياما لتوفير ثمن حذاء الباليه لاخته الصغيرة او لتنجيد فوتيهات الانترية او تدبير مصاريف المصيف ،وتربى صديقى على تقدير النقود واحترام مصدرها وعمل بهمة وجدية لزيادة دخله و تحقيق اهدافه  و عندما قرر الزواج اصر على ان لايكون هناك حفل زفاف مقنعا اسرة العروس بان هناك اوجه اخرى لانفاق النقود اهم من حفلات لا جدوى لها، 
عاش مع زوجته التى كانت تحبه بجنون فى سعادة فلم تهتم كثيرا بحرصه على النقود وفى الواقع لم يكن صديقى بخيلا فى يوم من الايام فهو ينفق نقودا كثيرة للحفاظ على مظهر اسرته ووضعه الاجتماعى ، ولست اعرف بالضبط السبب الرئيسى لخلافهما ولكنها كانت تعاقبه بقسوة فى كل مرة يحتدم بينهما الخلاف فتهجر الفراش لاسابيع قد تمتد الى شهور طويلة فى نفس الوقت كانت تمعن فى انفاق مبالغ كبيرة من النقود على امور تافهة فقط لاغاظته وبالطبع كانت تصيب الهدف ، وفى نهاية كل خصام طال او قصر كانا يجلسان سويا لعقد صفقة مالية تكون هى الطرف الرابح فيها قبل استئناف حياتهما الطبيعية
ويبدو ان بداية النهاية بينهما كانت عندما صارت ناجحة فى عملها فهى مترجمة معتمدة للوثائق كما انها تطلب للمؤتمرات للقيام بالترجمة الفورية فتدفقت عليها الاموال واصبحت تسافر بعيدا لاياما وليالى ويضطر هو لترك عمله والعناية بالاطفال وكان يعول دائما على كسب ود الطفلين وحبهما تحسبا لاى نزاع مستقبلى قد يؤدى الى الطلاق  وذلك بتدليلهما الزائد ولكن مع الوقت واستمرار الخلافات تعرض الاطفال لمشاكل نفسية عميقة 
كان يحكى لنا نحن اصدقاؤه المقربين تفاصيل مشكلته مع زوجته اذا سافرنا فى رحلات العمل خارج القاهرة وكنت اعشق رحلات العمل تلك بصحبة صديقى الذى يشع علينا مرحا وبهجة فتارة يقلد اسماعيل يس او القصرى او يعلو صوته فى منتصف الليل مغنيا عووووكل واحيانا يغازل فتاة الاستقبال فى الفندق حتى تحمر وجنتاها ويبدو ان الغربة تساعد على الحكى وفى حالة صديقى هذا فلا خطوط حمراء لحكاياته ولطالما اعجبت بشجاعته وصراحته عندما يحكى فينطلق لسرد كافة التفاصيل التى لو كنت مكانه لتحرجت فى سردها ولكن ظرفه وحسه الكوميدى الساخر كان يحول الماساة الى ملهاة نضحك لها حتى تدمع اعيننا 
عبرنا بجوار غرفة النوم الرئيسية شاسعة المساحة بحمام الجاكوزى المتناثر حوله قطع غشيمة من جرانيت اسوان وغرفة تبديل الملابس ذات الخزانة المصنوعة بورق الشيش الابيض مرورابغرفة المورننج كوفى ذات القبة السماوية بالواح البولى كربونيت ثم نزولا الى غرفة المعيشة على مستوى الحديقة الخارجية التى يفصلها عن الداخل قاطع جرار من الزجاج و قطاعات الومنيوم ايجيبيل الثقيل  ليكون سقفها بضعف الارتفاع العادى للغرف الاخرى وارضية من ترابيع رخام  الجلالة السيناوى المصرى الجميل وقد وضع فى احد الاركان البيانو القديم لوالده وفى الصدارة شاشة لتلفزيون عملاق امام  المنضدة التى جلسنا اليها نحتسى الشاى ولم ينسى صديقى على عادة المصريين ان يشعل البخور من شر اى حسد قد يعتمل فى صدرى ولم انس ان اردد بسم الله ماشاء الله عدة مرات بصوت عالى لنفى اى تهمة حسد قد تجول فى نفسى 
الان قل لى ما الجديد فى حكايتك ؟ هكذا سألته فقال ان الحياة مع زوجته قد اصبحت عذاب لكل منهما وللاطفال وانه اخيرا قرر الانفصال فترك البيت فى المعادى وانتقل الى هذه الفيلا داخل كومباوند فى التجمع الخامس وان هذا القرار قد تأخر كثيرا فهو الان ينعم بالامان و الاستقرار لاول مرة منذ سنوات الخلاف و توتر الاعصاب وهو يريد ان يأخذ رأيى فى مشروع زواج جديد 
وعندما سألته عن زوجته الحاليه قال انه سيطلقها فور اعلان خطبته و حكى لى عن السيدة التى اختارها للزواج فاذا هى جارته الارملة صديقة زوجته وهى سيدة لعوب ذات جمال صارخ
 قلت له انك غير جاد فى تفكيرك 
نظر الى مثل الطفل الذى ضبطته امه وقد وضع اصابعه فى برطمان المربى و لوث ملابسه وضحك عاليا فقلت له انه اختار اخر امرأة تصلح للزواج فهى قدتصلح للحب والغرام والمواعدة ولكنها ابدا لا يمكن تصورها زوجة وأم وانه قد اختار صديقة زوجته فاذا شاع الخبر هرولت اليه زوجته معتذرة ونادمة يا عزيزى انت لازلت تحب زوجتك فعد اليها 
بعد شهر من هذا اللقاء اتصل بى واخبرنى بموعد عقد قرانه على سيدة فاضله قد وفقه الله فى العثور عليها  فتمنيت له السعادة وتمنيت للعروس -فى نفسى -ان يلهمها الله الصبر على ما ستواجهه فى المستقبل مع صديقى العزيز